09-11-2018

 


يوم الأحد، 04.11، أصيب عامل (46) عامًا، بحروقٍ سببها الزفت الساخن، أثناء عمله بورشة للبناء في حولون، تنفذها شركة "יחד מימוש תמ"א". نسبة الحروق في جسده وصلت إلى 30% من جلده، وتم تحويله الى مستشفى شيبا لتلقي العلاج. وتم إغلاق ورشة البناء لمدة 48 ساعة، نتيجة للحادث، مثلما يُلزم القانون.وفي يوم الخميس، 08.11، وقعت حادثة بناء قاتلة بورشة للبناء في حيفا، أدت إلى مصرع فؤاد نجيب دراوشة، من بلدة اكسال 58 عامًا، حين كان يعمل بورشة ترميم داخل منزل، انهار جزء من سقف المنزل على رأسه وسحقه حتى الموت، وأعلنت وفاته على الفور. له الرحمة.

جميعنا نتفق على أن شروط الأمان في ورشات البناء في إسرائيل سيئة للغاية، وبحاجة الى نفسٍ طويل وكمية كبيرة من الخطوات الفعلية من أجل توقيف " الرويلتا الروسية" هذه. الاتفاقية التي تم التوقيع عليها هذا الأسبوع بين وزارة المالية والهستدروت، لا تشمل بنودًا مهمة – مثل اقامة وحدة التحقيقات المشتركة بين الشرطة ومديرية السلامة، واغلاق ورشات البناء الخطرة لمدة 30 يومًا – اما البنود التي تشملها الاتفاقية فتمثل جيدًا خطورة الوضع الحالي: النقص الكبير في الميزانيات، القوى العاملة، المهام المطلوبة وتعديلات القوانين اللازمة. كل بند في الاتفاقية يحاول خلق حلولاً يصعب تصنيفها من حيث سلم الاولويات فجميعها مطلوبة بشكل مستعجل. ولكن كما معروف ما هو ضروري ومستعجل لحماية العمال، ليس بمستعجل لدى موقّعي الاتفاقية وكبار الموظفين في الوزارات الذين لا يواجهون خطرا على حياتهم في أماكن عملهم الآمنة. ولكن ما يصعب فهمه وتفهمه هو غياب الجدول الزمني للعديد من بنود الاتفاقية: متى ستبدأ التأهيلات الدورية للعمال؟ ومتى ستدخل وظيفة "مساعد السلامة" لورشات البناء؟ ومتى سيتم احاطة السقايل بشباك آمنة؟
بند واحد، مثّل بالنسبة لنا قمة التخاذل من قبل موقّعي الاتفاقية: "تشغيل خط ساخن، لاستقبال شكاوى العمال والمواطنين حول عيوب السلامة في ورشات البناء". حسب الاتفاقية، سيتم تشغيل هذا الخط ابتداء من شهر حزيران 6/2019. أي بعد سبع أشهر!!! لماذا ليس الآن وفورا؟؟ لماذا لم تقم وزارة العمل بتشغيل هذا الخط في الأمس؟ أمر أساسي كهذا، والذي من شأنهم المساهمة الجدية في الحفاظ على حياة العمل وفي توجيه المفتشين للوصول الى ورشات البناء الخطرة في الوقت اللازم، لم ينجح موقّعي الاتفاقية بتوفيره الا بعد سبعة أشهر من اليوم!!

صدق من قال أن الشبعان لا يعرف ألم الجوع. فكبار المسؤولين لا يدركون الخطر المحدق بكل من يعمل في ورشات البناء، لا يدركون معنى أن تفقد العائلة ابنها او أن يفقد العامل قدرته على العمل نتيجة لحوادث ورشات البناء. من هنا فهم حتى لا يخجلون من الاعتراف بغياب اي وسيلة للتبليغ على مخاطر العمل ولا يخجلون من تأجيل تفعيل خط الشكاوى الى ما بعد 7 أشهر من الآن.
سنستمر في متابعة عملنا ومتابعة تقدم تنفيذ بنود الاتفاقية، سنطالب في نشر جدول زمني شفاف ومُلزم، وسنعمل دون هوادة حتى يتوفر لكل عمال البناء عمل كريم وآمن.